رسائل النجاح
أنــــت أولا
يظل الإنسان هو حجر الأساس لكل جوانب الحياة الدنيوية فالله خلقه لمهمة عظيمة
وهي عبادته وإعمار هذه الأرض. وخلق كل ما حوله من أجل هذا الإنسان قال تعالى ( ألم تروا أن الله سخر لكم ما في السماوات وما في الأرض ) لقمان. لكي يقوم الإنسان بمهمته على أكمل وجه. ونحن في هذا القرن نرى أن
الإنسان قد أنجز في فترة يسيرة ما لم ينجزه في قرون سابقة وما زال يبدع ويتفنن في بناء الحضارة البشرية الهائلة. وماذا بعد ...
يظل الإنسان يركض ويلهث جاهداً وهو يبني ويعمر وعندما يقترب العمر من الانقضاء – هذا إذا لم يباغته الأجل- يجدانه كان يبني فوق أرض جاره الذي يصر بعد ذلك أن يزيل كل ما بني فوقه أو يشتريه بثمن بخس دراهم معدودة ...عندها تكون المفاجأة والتلاوم ...
عندها يلتفت الإنسان يمنة ويسرة ليجد أنه وفي غمار لهاثه قد فقد أشياء كثيرة كان ينبغي له إن يحافظ عليها.
مر عليه زمن لم يستمتع ببسمة ترتسم على محيا أولاده (زينة الحياة الدنيا ) لم يعش مع نفسه لحظات الهدوء والسكينة والطمأنينة ( في الدنيا جنة من لم يدخلها لم يدخل جنة الآخرة ) ابن تيميه. لم يجب دعوات كانت تطالبه بجزء من الوقت يمضيه مع قريب يبره أو صديق يحبه أو جار يأنس به.
أما أمواله فلم يجد أنه انفق منها شيئاً لآخرته الباقية بل أنفقها في بناء بيت على ارض جاره. لعل سؤالاً يتردد عليك الآن ..وماذا تريدني أن افعل ؟ هل اترك هذه الدنيا وأعتكف في بيتي .. لا لا لم اقل ذلك ؟
بل عملك عبادة وسعيك- إن احتسبته – مشكور . أريدك أن تعرني سمعك وتشاركني أفكاري فلعلك تجد من بينها ما يوقد بداخلك مصباحا تستنير به ..
## أنت أهم إنسان في هذه الدنيا بالنسبة لك، وما تعمله سيعود عليك ولا يضرك من ضل إذا اهتديت .
## إن حياتك لها جوانب كثيرة، وكل جانب يطلب نصيبه فلربك عليك حق ولزوجك عليك حق ولزورك (ضيفك )
عليك حق ولأبنائك عليك حق ولجارك عليك حق ولأقربائك عليك حق، وقبل ذلك
لنفسك على نفسك حق فأعط كل ذي حق حقه, فالتوازن في حياة الإنسان مطلب مهم
حتى يشعر بالسعادة والطمأنينة وإلا فسيطالب كل جانب بحقه عندها تشعر
بتأنيب الضمير والقلق من كثرة الواجبات والتبرم من عدم الوفاء .
## كن سعيداً في حياتك واستمتع باللحظات وابتسم في الملمات واقلب المحنة إلى منحة وتأمل في أقدار الله كيف يقلبها.
## راجع مخططاتك وقراراتك ..هل هي متوافقة ومنسجمة أم أن كل واحد منها
يجذب الآخر تجاه ناحية معينة فشتات الفكر مصيبة يبتلى بها العبد تحرمه نوم الليل وراحة النهار.
##ربما أن تربيتك جعلت منك شخصاً آخر غير ما كنت ترجو أن تكونه في يوم من
الأيام كأن كنت حليماً فأصبحت غضوباً أو كنت واثقاً فأصبحت ضعيف الثقة أو
كنت مطمئناً فأصبحت قلقاً .. فأبشرك أنه بإمكانك أن تعود إلى ما كنت عليه من خير( فالعلم بالتعلم والحلم بالتحلم ) ومن رسالة هذا المقال أن يعلمك الوسائل المعينة ويدلك على الطرق الصحيحة للوصول إلى ما تريد بإذن الله .
## راجع قناعاتك عن الحياة أو الناس أو العمل أو الثراء فقناعات الإنسان هي
التي تشكل سلوكه فمن كان يرى إن الحياة كلها نكد لا متعة فيها فستجده شخص
متذمر متلاوم لا يرى إلا الجانب المظلم من الأشياء والنصف الفارغ من الكأس
و(الدنيا حلوة خضرة ، وحبب إلى من دنياكم الطيب والنساء )
## ليست الجدية أن لا تضحك فالضحك يفرز مادة الإندروفين وهي مادة مسكنة تذهب معها الآلام فالمريض إذا ضحك نسي ألمه حتى يعود إليه.
والحياة يتخللها المواقف المختلفة التي تحتاج من أن يكون لدينا وسائل أيضاً مختلفة للتعايش معها..ثم إياك وكثرة الضحك.
## الحب...تلك الكلمة التي اختطفها العشاق فأصبح الإنسان يتحرج من ذكرها في مجالسه..بينما الحياة لا تقوم بدون هذا الحب فهو غذاء الروح ..
فأحب الله
وأحب رسوله الحبيب
وأحب الناس من حولك
وأحب الحياة التي منحك إياها الله
وانشر طاقة الحب بينك وبين الناس
عندها تتجدد الحياة وتشعر بطعم مختلف للعالم